بيتكوفيتش… يعمل في صمت

الصحفي ياسين معلومي يكتب: 

بعد أن ضمن رسميا المنتخب الوطني تواجده في كأس إفريقيا 2025، قبل نهاية التصفيات بجولتين ستلعبان شهر نوفمبر الأولى أمام غينيا الاستوائية خارج الديار، والأخيرة أمام ليبيريا بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، يكون المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قد عاين ما يقارب الأربعين لاعبا، والقائمة ستبقى مفتوحة، سواء بإعطاء الفرصة لبعض لاعبي البطولة المحلية على غرار الظهير الأيمن لنادي مولودية الجزائر، محمد رضا حلايمية الذي برز بشكل ملفت للانتباه أو آخرين غيّروا جنسيهم الرياضية، يتقدمهم لاعب نادي فيردر بريمن الألماني ميتشل فايزر، ليكون الناخب الوطني قد أخذ فكرة عامة عن كل اللاعبين الذين بإمكانهم تقمص الألوان الوطنية، خاصة في نهائيات كأس إفريقيا أو في تصفيات كأس العالم، حيث سيلعب رفقاء القائد رياض محرز أمام بوتسوانا خارج الديار وغينيا بالجزائر شهر مارس 2025.

المدرب الوطني الذي أصبح قليل الظهور إعلاميا، يعكف بعيدا عن الأعين رفقة طاقمه التحضير للاستحقاقات القادمة بمعاينة مقابلات كل لاعبي “الخضر” مع أنديتهم ومشاهدة المباريات السابقة لمنافسي محاربي الصحراء، والحديث هاتفيا مع اللاعبين لتحفيزهم ومعرفة مدى جاهزيتهم للمواعيد القادمة، خاصة وأنه أعاد الهدوء إلى بيت “الخضر” الذين تمكنوا من السيطرة على كل المنافسين في إقصائيات كأس إفريقيا، والعمل على نفس المنوال في اللقاءات المؤهلة لكأس العالم، خاصة أن منتخبنا غاب عن النسخة الماضية للمونديال التي لعبت في قطر، بعد الإقصاء المر أمام المنتخب الكاميروني في آخر لحظات اللقاء المشؤوم الذي لا يزال راسخا في الأذهان، رغم أننا كنا على بعد ثوان فقط من التواجد في العرس القطري لولا سذاجة بعض اللاعبين الذين أعادوا كرتنا إلى الوراء، وحرموا جيلا من اللاعبين من المشاركة في مونديال 2022.

لا نريد أن نعود إلى النتائج السلبية المسجلة بعد التتويج بكأس إفريقيا 2019 بالقاهرة، وعلينا اليوم بطاقم فني جديد ولاعبين شبان طي الصفحة نهائيا والتفكير في المستقبل، خاصة أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم منح الإمكانات لكل المنتخبات الوطنية وخاصة المنتخب الأول، وعلى بيتكوفيتش وكتيبته التفكير إلا في حقيقة الميدان، وتحقيق النتائج الإيجابية تعيد الكرة الجزائرية إلى مكانتها الحقيقية.

وإذا كان بعض النقاد والمحللين يرون أن الناخب الوطني تغاضى عن استدعاء بعض اللاعبين، على غرار المتألق فارس شايبي، أو لاعبين آخرين، فإن بيتكوفيتش قطع الشك باليقين في آخر تصريحاته الصحفية قائلا: “اللاعبون المتواجدون في المنتخب هم الأحسن حسب رأيي”، وبالتالي فإنه يتحمل مسؤولية خياراته، فكرة القدم تلعب بأحد عشر لاعبا فوق الميدان ومثلهم في الدكة، لذلك ولاعتبارات كثيرة لا يمكنه سوى اختيار اللاعبين الذين يتماشون مع عقليته وتفكيره، والخطط التي يلعب بها في الميدان.

ومهما يكن فإن المنتخب الوطني يسير في الطريق الصحيح.. ولكل رأيه وتحليله الخاص.. والكلمة الأخيرة للمدرب الذي يتحمل المسؤولية في النجاح والخسارة.

 

 نقلا عن جريدة الشروق

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *