
دي زاد غول: في الوقت الذي تعيش فيه الكرة الجزائرية مخاضاً عسيراً لإرساء قواعد الحوكمة والشفافية في تسيير الأندية، يبرز نموذج النادي الهاوي لوفاق سطيف كحالة خاصة تستحق التوقف والتحليل، بعدما تحول إلى ساحة مفتوحة لصراع نفوذ بين عدة جهات، اختلطت فيها الأوراق بين الرسمي والظل، وبين من يُعلن دعمه للنادي ومن يتحكم فعلياً في مفاصله من خلف الستار.
فالقضية لم تعد مجرد تشكيل لجنة تسيير مؤقتة، أو إقصاء غير مبرر لأعضاء الجمعية العامة، بل باتت تدور حول من يملك القرار داخل هذا الصرح الرياضي العريق، ومن يسعى لإحكام قبضته على النادي، سواء عبر تحالفات ظرفية أو إجراءات إدارية مشبوهة.
المثير في المشهد، هو الظهور المتزايد لدور شركة “سونلغاز” التي لم تكتفِ بوضع يدها على النادي المحترف، بل تشير المعطيات إلى سعيها الجاد للهيمنة على النادي الهاوي أيضاً. وتفسر مصادر عديدة هذا الطموح بثلاثة أسباب رئيسية: التخلص من دين قديم قيمته 35 مليار سنتيم، تفادي سيناريو مولودية الجزائر في نزاع العلامة التجارية، وكبح أي معارضة محتملة داخل البيت السطايفي.
ووسط هذا الغموض، ظهر اسم شركة “بلاك إيغيلز” – المالكة للنادي المحترف – كطرف يدعم ضمنياً الترتيبات الحاصلة داخل النادي الهاوي، وهو ما كشفته تهنئة رسمية وجهها رئيس الشركة لرئيس لجنة التسيير المؤقتة، والذي يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس لجنة الترشيحات، في خرق قانوني واضح.
جمعية عامة مشلولة… وانتخابات معلقة
وبعدما انخفض عدد أعضاء الجمعية العامة من 45 إلى 13 فقط، يبرز تساؤل جوهري: هل يمكن اعتبار هذا التعداد قاعدة شرعية لاتخاذ قرارات مصيرية في مستقبل النادي؟ خاصة في ظل وجود ثلاثة مترشحين أكدت لجنة الترشيحات، في تصريحات سابقة، استيفاءهم للشروط القانونية.
لكن رغم ذلك، تم تعليق العملية الانتخابية، واستُعيض عنها بلجنة مؤقتة، دون الرجوع إلى الجمعية العامة، في وقت يفرض فيه القانون أن تكون هذه الأخيرة صاحبة الكلمة الفصل في حالات الانسداد أو غياب المترشحين، وهو ما لم يحدث.
إزاء هذا الانحراف في المسار الديمقراطي داخل النادي، قرر عدد من أعضاء الجمعية العامة التحرك قضائياً، من خلال رفع دعاوى أمام المحكمة الإدارية والمحكمة الرياضية، بالإضافة إلى مراسلة رئاسة الجمهورية ووزارة الرياضة، في محاولة لوقف ما وصفوه بـ”مهزلة تسييرية” تهدد مستقبل الوفاق.
وفاق سطيف… النادي الذي لا يُفترض أن يُهان
النادي الذي رفع راية الجزائر في منصات التتويج القارية، وتُوّج بطلاً لرابطة أبطال إفريقيا سنة 2014، لم يعد يليق به أن يكون رهينة لحسابات إدارية ضيقة، أو رهينة دين قديم يسعى البعض لاستغلاله للتموقع على كرسي القرار.